نور العلم مشرف اقسام
عدد المساهمات : 29 نقاط : 34 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 18/03/1993 تاريخ التسجيل : 01/11/2011 العمر : 31
| موضوع: عندما يفرح المرء بالعبودية الأحد ديسمبر 18, 2011 10:12 am | |
| عندما يفرح المرء بالعبودية |
عندما يغادر المرء أهله وعشيرته وموطنه الذي درج فيه فإنه لا يزال يحنُ إليه ، ويشتاق إلى والده الذي رباه وأمه التيحنت عليه ، وعشيرته التي عاش في أكنافها ، وتراب أرضه الذي ترعر فيه فإذا تيسر له الرجوع إلى ذلك كله فغالب نفسه وتمسك بإرث جديد ، وتمسك بديار غير دياره ، وأهل غير أهله ، فإن في ذلك عجباً ومن هؤلاء الذين كان أمرهم عجباً زيد بن حارثة ، فقد اختطفه بعض العرب من أهله صغيراً في أحد الحروب التي كانت تقوم بين القبائل ، وباعه مختطفوه في سوق عكاظ ، واشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم ، ووهبته رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها وعرف والده وعمه بمكانه ، فرجا إلى مكة يطلبان فداءة وسألا عن مكان الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى عرفاه ، فجاءه فقالا : يا ابن عبد المطلب ، يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله ، تفكون العاني ، وتطعمون الأسير ، جئناك في ولدنا عبدك فامنن علينا ، وأحسن فدائه ، فإنا سنرفع لك قال : وما ذاك ؟ قالو : زيد ابن حارثة فقال صلى الله عليه وسلم : أو غير ذلك ، أدعوه فخيروه ، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء ، وإن اختارني ، فو الله ما أنا بالذي على من اختارني فداء ما أروع هذا الرد الرائع من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، هذا الرد الذي ليس فيه أي إجحاف أو تنقيص ، وقد يظن ظان أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يحب زيداً بن حارثة ، لكنه لم يعلم مدى حب الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد حتى سمي - حِبُ رسول الله -ـ عندها فرح ابى زيد فرحا شديدا بهذا الرد واستدعى الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فاخبره بما حدث فقال زيد : نعم هذا أبي وهذا عمي فقال له صلى الله عليه وسلم : فاختار ما تريد صحبتي أو ذهابك مع ابيك وبلا تردد ولا أعمال فكر ونظر أجاب : ما أنا بالذي اختار عليك ، أنت الأب وأنت العم فاستغرب العم والأب من هذا الموقف فقالا : ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وأهل بيتك قال : نعم ، أني قدر رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي اختار عليه أحدا عندها : فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واخذ زيد وذهب إلى الكعبة وقال : اشهدوا ان زيداً ابني يرثني وارثه فلما راى ابوه وعمه ذلك طابت وارتاحت نفسهما وانصرفا وظل زيد يسمى زيد بن محمد إلى أن جاء الإسلام وأبطل التبني ، وأصبح زيد يسمى زيد بن حارثة |
| |
|