كنت أظن أن كل شيئ قد انتهى
فيكفي وجع .. وآلم
حتى تلك الليلة التي أخبرتني فيها أختي بأنه واقع لا محالة
في بداية الأمر لم أستوعب وكنت لحظتها في سريري
نهضت عن السرير
وسط الظلام فأنا منذ أيام لم أشعل ضوء غرفتي
فأنا لا أريد أن يشعروا بضعفي وإنكساري
ولكني لم أكن بحياتي ضعيفة كتلك اللحظة
التي طالما هربت منها وتجنبتها....
فقد حاولت بكل قوتي أن لاتحدث
ولم أتخيل أنني سأكون بهذا الموقف
أخبرتهم من وسط الظلام أنني لا أريد شيئ
لم أملك الجرأة للخروج من عزلتي
وبعد أن أدركت بأن كلامي لن يجدي نفعا
إنهارت قواي
بكيت بعمق .. وصرخت بقوة ..
أرجوكم سأكسر هذه المرة
أرجوكم لاتفعلوا هذا بي .. لاتكونوا ضدي ..
يكفي صدمات
سأبكي وأنوح ماحييت
سأعتزل العالم بسببها
وسأفعل كل مايأمرونني به
شريطة أن يتركوني وشأني
أخبرتهم بأنني سأصدم كما حصل قبل ثلاثة أشهر
أخبرتهم بأنني لن أحتمل العيش بعدها فيكفي ماحدث ..!!
رجوتهم والدموع تغرق عيني
لكن دموعي لم تشفع لي عندهم
أخبرتهم مراراً وتكراراً أنني سأخسر هذه المرة
لكنهم لم يسعفوني
وكان الكل ضدي
صرخت بأخي أرجوك يكفي ماحصل لا أريد أن أقتل أكثر
أمي .. أرجوك لا أريد الماضي القريب أن يتكرر
لكن أبي هو الوحيد الذي كان يخبرهم بأن يتركوا طفلته
وبالرغم من كل ماحدث لي .. أُجبرت .. نعم أجبروني ..
كنت أرتجف كما لو كانوا يقودونني ظلماً إلى ساحة إعدامي
وبالفعل أُجبرت من جديد ... وقُتلت من جديد...
وكسرت .. وخسرت ..
لكنني بعدها لم أستطع البكاء والصراخ
أصبت بالجمود
فقدت ماتبقى لدي من قوة ..
لأسقط طريحة الفراش
فقد نسوا .. وتناسوا مافعلوه بي
نسوا بأن قلب إبنتهم معرض للإصابة بأزمة قلبية بأي وقت
أحيانا أنظر إليهم بعمق .. بصمت .. وأتسائل ماذا
ماذا جنيتم من كل مافعلتموه بي ؟؟؟
هل تستمتعون بمشاهدتي أحتضر ..؟؟
وأحيانا لا أستطيع أن أنظر في أعينهم ..
وها أنا أكتب وأنا في قمة جمودي
حتى دموعي جفت وكأنها تخبرني بأنها سقطت بمافيه الكفاية
أو أنها انكسرت هي أيضا
فما حدث لي ذلك المساء جعلني على يقين بأن دموعي لم ولن تكن ذات فائدة
في يوم من الأيام...