اللؤلؤة البراقة
بينما كنت أمشي على ساحل البحر هناك .. لفت انتباهي بعض الأصداف على الشاطيء .. إذ بي أمسك إحدى الصدفات وأبحث عن صدفة شبيهة لها وأحاول أن أركبها من جديد لأرى جمال شكلها .. تذكرت أن الجمال ليس بشكلها فقط .. بل باللؤلؤة التي كانت بداخل هذه الصدفة ..
أخذت أسرح بخيالي وأتخيل اللؤلؤة البراقة وهي تلمع جمالا وبهاء .. ورغم جمالها إلا أنها محصنة بصدف حتى تبقى ثمينة كما هي .. ما أجملك أيتها اللؤلؤة البراقة ..
هنا تعمق خيالي شيئا فشيئا .. وجدتني أبحث عن شبيه لهذه اللؤلؤة .. وأخيراً وجدت الشبيه .. إنها أنت أيتها الفتاة ..
ما أجملك عندما تغارين من اللؤلؤة وتحاولي أن تكوني مثلها .. بل ستكونين أروع منها جمالا ...
الله سبحانه وتعالى وهبك الجمال الذي هو من نعمه عليك .. فهنا يكون شكرك لله بحفظ هذا الجمال عن عين كل غريب ..
خذي مثلا راقيا من اللؤلؤة .. ما زاد جمالها وقيمتها أنها بصدفة مغلقة لا يمسها أو يرى منها غريب شيئا .. ولا أحد يملكها إلا من يعلم ثمنها وقيمتها الحقيقية ومستعد لبذل الغالي من أجلها ..
عندها يحتفظ بها إلى الأبد .. لأنها غالية عليه ..
ما أجملك أختي الحبيبة عندما تحافظي على نفسك من كل غريب .. ما أثمنك وأنت ترتدين الحجاب الشرعي الذي يخبئ وراءه جمالا ساحرا ..
عزيزتي .. مهما كان جمال الفتاة أسطورة
فماذا سيبقى من هذا الجمال بعد ما أصبح فرجة لكل البشر ..
أصبحت الفتاة عندما تتخلى عن حجابها الشرعي مثل اللؤلؤة الجميلة البراقة ولكنها أصبحت مرمية بالطرقات والتراب والرياح وعوامل البيئة قد خربت جمالها .. بل وأصبحت شيئا مألوفا لا قيمة له .. فقدت لمعانها الذي كان يزينها وهي مغلفة بالصدفة .. أثر على جمالها حرقة الشمس وتغيرات الجو ..
ما أجملك وأنت ترتدين الحجاب كاملا لا يرى منك سوى السواد الذي سينقلب بيوم من الأيام نورا ساطعا في المكان الأبدي الذي سنعيشه جميعا بإذن الله ..
ما أجمل اختيارك للباس الشرعي الذي لا يلفت الأنظار ..
كل فتاة فيها فطرة حب التزين والتجمل بأحلى الألبسة .. ولكن يجب على الفتاة المسلمة التقية أن تقمع شهوات النفس وتتجمل بين بنات جنسها بما أمر الله .. وتخبئ زينتها عن الذين حرمهم الله ..
أختي الحبيبة :
هنا قصة فتاة مصرية ارتدت الحجاب .. أتدرين لماذا ؟ .. لأن والدها ضرب لها مثلا وقال ..
سوف أعطيك قطعتي شوكلاته وعليك أن تختاري إحداها ..
القطعة الاولى مغلفة ومحفوظة بتغليفها جيدا ..
القطعة الثانية كانت مكشوفة ليست مغلفة بشيء ..
هنا وجه سؤاله للفتاة .. أي القطعتين ستختارين ؟
قالت .. بالتأكيد سوف أقوم بأخذ الشوكلاته المغلفة ..
سألها قائلا .. لماذا اخترتي هذه القطعة !
قالت لأنها مغلفة جيدا ولم يمسها أحد و كانت تبدو أكثر نظافة من القطعة الأ ..
عندها قال:
الفتاة المحجبة هي هكذا مثل قطعة الشوكلاته مهما كانت حلاوتها إلا أنك لم تأخذي إلا تلك القطعة المغلفة .. لذلك يزيد جمال وطهر الفتاة المسلمة حجابها الشرعي .
نظرت بالأفق البعيد ..
بحثت عن سر الجمال ..
وجدته مخبئا في غلاف من سواد
وما إن انجلى الغلاف .. أبهرنا بريقا يحفظه عن أعين الغرباء ..
ما أجمله من جمال .. بل وما أشرفه من خلق سامي ..
هنيئا لك يا من تجملت بالحجاب الساتر الذي يزيدها جمالا وطهرا.