تعرض رئيس اللجنة الأوليمبية الليبية نبيل العالم للاختطاف أمسية الأحد الماضي حسب ما صرّح به شقيقه صلاح العالم لبعض وسائل الإعلام الليبية، وأوردت قناة "ليبيا الأحرار" عبر خدمتها الإخبارية خبر اختطاف نبيل العالم رئيس مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية الليبية. رئيس اللجنة الأولمبية الليبية
ولم تكشف القناة عن هوية المختطفين أو سبب الاختطاف واكتفت فقط بنقل الخبر، لكن موقع "المنارة للإعلام" الليبي كشف بعض التفاصيل وقال إن مجهولين قاموا في العاصمة طرابلس باختطاف نبيل العالم بعدما حاصرته سيارتان بموقف مجمع ذات العماد ترجل منهما ثمانية مسلحين ادعوا أنهم أفراد تابعون للجيش الوطني، حيث طلب منهم رئيس اللجنة الأوليمبية أمر قبض رسمي إلا أنهم لم يبرزوا أي شيء واصطحبوه بالقوة إلى جهة مجهولة وفق ما أفاده أحد مرافقيه، ويأتي هذا العمل قبل 47 يوما من موعد إجراء لقاء الجزائر - ليبيا التي يسعى أحفاد المختار إلى إقناع "الفيفا" بإقامته في طرابلس.
العملية ستضعف مطلب الليبيين بإجراء مواجهة سبتمبر في ليبيا
ولعل الأمر الذي يمكن أن نستنتجه في الوقت الحالي بعد الحادثة أن موقف الاتحادية الليبية لكرة القدم التي يرأسها مفتاح كويدر الرامي إلى إقناع "الفيفا" باستقبال المنتخب الوطني خلال شهر سبتمبر بالأراضي الليبية في إطار الدور الأخير من التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا 2013 سيضعف كثيرا، حيث سيكون إقناع هيئة بلاتير شبه مستحيل خاصة إذا علمنا بأن الجانب الأمني هو العامل الرئيسي الذي ستحدّد من خلاله "الفيفا" قرارها، وهو ما يعني أنّ الضمانات التي تعهدت بها الاتحادية الليبية في مراسلتها لـ "الفيفا" والاتحادية الإفريقية لن تؤخذ بعين الاعتبار.
"الفاف" لن تغامر باللاعبين وكل الأمور تسير نحو إجراء اللقاء خارج ليبيا
وفي السياق ذاته، ستفكّر الاتحادية الجزائرية كثيرا قبل أن تقرر السفر إلى الأراضي الليبية ومواجهة المنتخب المحلي هناك بالنظر إلى المخاطر التي قد تلحق باللاعبين والطاقم الفني الذي قد لا يكون أحسن حالا من المسؤول الليبي المختطف، ويمكن القول الآن وبعد الذي حدث أنّ موقف الليبيين صار ضعيفا وحجتهم صارت واهية حيث تسير الأمور إلى إجراء مباراة سبتمبر في إحدى الدول المجاورة أو المغرب التي تبدو الأقرب لاحتضان المواجهة بالنظر لعدة معطيات.
مسؤولو الرياضة يلتقون في اجتماع طارئ لبحث الأمور
وفي هذا السياق دائما أشار نفس الموقع إلى أنّ مسئولي اللجنة الأوليمبية الليبية ومسؤولي وزارة الشباب والرياضة في ليبيا عقدوا اجتماعا طارئا حضره وزير الشباب والرياضة فتحي تربل وعدد من أعضاء اللجنة الأوليمبية الليبية وأصدروا فيه بيانين كما دعوا إلى فتح تحقيق طارئ لبحث القضية ومعرفة الفاعل أو الجهة التي تقف وراء هذه العملية والتي يبدوا أنها أزعجت كثيرا مسؤولي الرياضة بصفة خاصة ومسؤولي الدولة الليبية بشكل عام.
الوزارة أصدرت بيانين أدانت فيهما العملية مؤكدة أثرها السلبي على الأمن الليبي
وأسفر الاجتماع الطارئ الذي حضره مسؤولو اللجنة الأولمبية وكذا وزير الشباب والرياضة الليبي عن إصدار بيانين أكد من خلالهما المجتمعون على أن مثل هذه العمليات "تضر الأمن في الأراضي الليبية وتعطي الفرصة للمتربصين بأمن ليبيا للمساس بسمعة ليبيا خصوصا بعد نجاح أول تجربة ديمقراطية انتخابية"، حيث يبدو أنّ ما جاء في البيانين شبه اعتراف من السلطات الليبية بعدم استقرار البلد أمنيا وبالتالي عدم ثقة الهيئات العالمية بما فيها "الفيفا" في قدرة البلاد على ضمان الأمن للمسؤولين فما بالك بالبعثات الأجنبية كما هو الحال مع المنتخب الوطني الذي سيواجه المنتخب الليبي في شهر سبتمبر المقبل.
حتى مشروع الدورة الودية المزمع إجراؤها في طرابلس قد يفشل
ولأنّ الحادثة جاءت قبل أقل من شهر عن الدورة الودية التي تنوي السلطات الليبية برمجتها في شهر سبتمبر المقبل بالعاصمة طرابلس فإنّ ذلك قد يكون منفّرا للمنتخبات المدعوة لهذه الدورة على غرار هاييتي والسودان وموزمبيق وتوباغو والمغرب، حيث ستدرك بعد حادثة اختطاف رئيس اللجنة الأولمبية في العاصمة التي تشهد وضعا أمنيا مستقرا نسبيا مقارنة بالمناطق الأخرى أن البلد غير مؤهل لاحتضان دورات ودية في كرة القدم في الوقت الراهن وأنّ سفرها إلى هناك ستكون فيه الكثير من المخاطرة. الجدير بالذكر أن المنتخب الليبي يعول كثيرا على هذه الدورة للتحضير لمباراة الجزائر حيث سيكون فشلها بمثابة الضربة القاضية لمنتخب أحفاد المختار.