حرفٌ يئنّ وَ سطرٌ يبكيِ وَ قلمٌ إحتبرَ الإرتبآكْ
وَ ورقةٌ تلتفُّ حَولَ المشآعر بِـ خوفٍ عظيمْ ..
وَ روحٌ تُجازفُ لـ إقتلآع الألمْ مِنْ عُمقْ الذآتْ وَ
أنفآسٌ تعزفُ قيثآرةْ الرهبةْ وَ هَوسٌ يستوطنْ
العقلْ المملوء بكِ ..
تِلكَ هيَ طُقوسيِ حِينْ تبدأ رآئحةُ الذِكرىَ
بِـ إعلآنْ زيآرةٍ إجباريةْ بِـ خيآلي .. نآفضةْ جُمودها
وَ رحلة سُكونهآ ..
أنتشلنيِ دونْ إستطآعة مِنْ تِلكْ الطُقوس فـ أسقُطُ
فشلاً وَ خيبةْ ، وأحملني مِنْ علىَ مكتبتيِ الصغيرةْ
متأملاً تأثّر جُدار غرفتيِ المُتصدّع نحيباً وَ بكاءاً ، وأرفعُ
عَينآي فِـ إذا بـ السقفِ يُمطر دُموع شوقٍ وَ رِثاء .. فَـ أغضّ
طَرفْ اليَقينْ بِمآ يدورُ حوليِ ، لـ أستقبلْ القِبلة توجّهاً لِـ ربّ
السماء ، دآعياً أنّ يهبنيِ قدراً يُنجينيِ مِنْ سِنينْ الشَقآء ..
يآه كمّ أتمنىَ إستعآدة ذلكَ المآضي المَلفوفْ بِـ أوقاتٍ
مِنْ حرير وَ المغموسْ بِـ عِطر أحرفكْ حِينْ يُرسمُ زهراً وَ
ورداً فيِ الهوآء حآضناً سحآبةٍ بيضآء ..
يآه لو أملكُ قُوّةً لِـ أقتل يأسيْ المُتشنّجْ ، وتخطّي حُصونْ
ذِكراكِ ، وَ لملمةْ أعمآقيِ المُمزّقة جرّاء رحيلكِ ، وَ إيقافْ
رعشةْ أوردةْ لآ تَقوىَ الإستكآنةْ إلاّ بِـ قُربكِ ..
أحتآجهآ يآ ربّي ، نعمْ أحتاجهآ ، أحتآج لِـ قُوّةٍ تُمحي
لُغةْ الظلآمْ وَ تُغلغلّ شرنقةْ الإظطرابْ فيِ ذاتيِ ، فَـ أرجوكْ
إمنحنيِ بعضاً مِنْ أمآلي لأكتبنيِ لحظةً مَـرحةْ لآ تعيسةْ
كَمآ إعتدتْ ..
طِفلٌ أنآ ، ذنبهُ عآنقَ حُبّاً طآهراً فَـ فقدهْ وَ كآنتْ النتيجةْ ، إقامةٌ
مؤبّدة لـ الألمْ في صدرهْ .. ولآ أعلمْ هلّ إتّخذنيِ الألم موطناً
أمّ زِنزآنة .. أمّ يُريد تعريةْ روحيِ مِنْ دِثآرهآ ..
تائهٌ أنا يآ ربّي فـَ أنقذنيِ مِنْ تسوّلي لِ الفرحْ بِـ ميآدينْ الخيآل
وَ مُمارسة الزَيفْ فيِ طُرقآتْ الحقيقةْ المُوجعةْ ، فَـ لمّ أعُدّ
أقوىَ كَـ السآبقْ صاهراً حديدْ الذِكريآتْ المؤلمةْ وَ خارساً لـِ ضجيجْ
الأشوآقْ الفاضحةْ لـ أقنعتيِ الوهميةْ ..
أرجوكَ يآ إلهيِ فَـ مآ مِنْ ملآذٍ غيركْ يأخذُ بِـ يديِ مِنْ سَكرة
التَيهْ وَ الأنينْ وَ يُفيقنيِ مِنْ خدرٍ حُقنْ بِـ دآخليِ بِـ إسمْ الألمِ وَ
إنكسآرُ فرحٍ فيِ رَيعآنْ عُمرهُ ..
أرجوكْ يآ إلهيِ ، فَـ لآ أريدَ أنّ تصنعَ لي عُمراً جديداً ، ولآ وجهاً
يجملُ إبتسامةً وَ لآ قلباً يُشرذِمُ بقاياهآ ..
فقطَ أُريدهآ هي ، أريدُ تِلكْ التيِ بنيتُ بِـ خيآلي قصراً مِنْ
الوُرود فَـ شيّدنآهُ سويّةً ، تِلكْ التيِ أخبرتنيِ السرّ العظيمْ
عنْ كيفيةْ الحِلمْ ، تِلكْ التيِ كآنْ حُبّها هازماً لـِ حرمآنيِ مِنْ
السعآدةْ ، تِلكْ التي تلوكْ وَجعيِ بِـ فآهٍ مِنْ نُور ، تِلكْ التيِ
نَحرتْ شمسْ أحزآني وَ وأدتْ كُلّ خيبآتي ، تِلكْ التيِ حطّمتْ
قآعدتيِ الشآذه عنْ الحُبّ ..
فَـ أعدهآ ليِ يآ إلهي فَـ أنا شديدُ الإيمآنْ بـِ قُدرتكْ ..
وعدٌ لكِ يَـ العزيزة ..
سَـ أظلّ مُجاهداً فيِ موطنْ شغبْ غيِآبكْ حتّىَ أجدكْ
مُرتدياً أملاً ونوراً وَحُفنةً مِنْ الإيمآنْ وَ سلآحٌ مِنْ الصبر !