يعيشون بالخرافة ..باللاوعي..بالابتذال
يستملحون الكذب من اللامكان
يصطنعون الوقار يزعمون التنوير والتثقيف
يمشون بطريق بلا هدف سام
مبتغاهم الوحيد أن يشبعوا شهواتهم الدنيوية تحت شعار الحرية !
عقولهم ملساء كالأرانب لا يعرفون من الحياة إلا الأكل والتناسل
ابتذلوا الحب وأهانوه
أصبحنا نخاف الحب هربا من الفشل
ونحن في غفلة من أمرنا نقاد إليهم وكأنهم يسيطرون علينا
هذا العالم بلا رحمة بلا تكافؤ..مسحوق على أمره
لقد وصل التخلف إلى زوايا ..بيوتنا
وها نحن نستسلم له ونهان..ونضعف
ونضم التخلف إلى عاداتنا وتقاليدنا..وا أسفاه
لما لا نرى تحاورا بين أفراد الأسرة .. وكأنهم الآلات يحركهم القدر!!!
لا تفاهم ولا تقارب ولا احتواء..حتى الحنان الأسري قل
أين الأب الوقور الناصح لأبنائه الحازم في قراراته الحكيمة؟
أين الأم الرؤوم الحانية على أبنائها العارفة أوجاعهم؟
نرى فتياتنا كاسيات عاريات..متسكعات بلا رقيب
تلعب المرأة في عصرنا المتخلف..دور عارضة الوجاهة تتحول إلى أداة توكيد المظاهر الخادعة
التي تخفي هزالا وجوديا مخيفا
ولقد وصل التخلف إلى المتعلمين..هو كالقميص أو المعطف يلبسونه حين يقرأون كتابا أو يدخلون مختبرا أو يلقون محاضرة
ويخلعونه في سائر الأوقات
ألا يشعرون بالخجل والعار!!!
إن العالم المتخلف متأثر بعقدة الوجاهة والمظاهر
فيه يتحول كل كائن إلى مخلوق يخفي ذاته من اجل التستر...
أقذف كلماتي وحروفي في وجوهكم وتعود حقيبتي فارغة المحتوى
ويبقى الحال على ما كان عليه
يبتلعنا الزحام ..كالمحيط..ونتيه وسط الزحام
أيها الناس استيقظوا من كبوتكم وافتحوا نوافذكم ودعوا هواء التحضر والوعي وشمس الحقيقة تدخل بيوتكم
لتزيل غبار العبودية والتخلف وافتحوا عيونكم وانظروا إلى السلاسل التي تحيط بكم كالأسرى
وافتحوا أذهانكم واعلموا أن عرق جبينكم يسلب
وزرعكم ينهب, وأرضكم تدنس, ودينكم يهان, وأعراضكم تنتهك
ولحمكم يؤكل , ولا يبقى لكم إلا العظام...
أنفاسكم تكاد تتمزق من السعال المتقطع
الصمت يطبق أفواهكم فلتفتحوا أفواهكم ولتصرخوا للتغيير
لأنكم سوف تسألون عند تقرير المصير ...
لما لا تكون لنا أجسادنا الخاصة نحركها متى نشاء
أفكارنا , آفاقنا , طموحنا , أسلوبنا , علمنا , زينا , شعورنا نابع من أعماقنا
صدقنا مع ذاتنا ومع الآخرين
نحرك الأشياء بقناعتنا , نحلل ونخمن
نشغل عقولنا بإرادتنا ..وبطرق حضارية