كانت الدار تتسع للكل على كبر قلبها...
يتجمع من حولها اعمامي وعماتي واولادهم...
تجلس هي على كنبة دافئة وقربها مدفأة حطبية تلتهم قطع الحطب بنهم,
وقطع الحطب التي تنتظر دورها قرب المدفأة , تصغي الى أحاديث جدتي الدافئة .
كنت اراها كيف تتكلم كنت ارصد حركات يديها انظر في عينيها واقول الحمدلله ان الله ارسل ليه جده كجدتي الحنون منتهى الذكاء والحكمه الوقار الرزانه الطهاره التمسك باجمل العادات التي تميزنا عن غيرنا وكنت اجلس دائما بجانبها ودائما اشعر باصابعها تتخلل خصل شعري بهدوء وانا اشعر بها وبمحبتها لي كنت انتتظر حتى يعودون الى بيوتهم وابقى انا وهي بصراحه لم اكن اشىء ان يشاركني بها احد هي ليي جدتي انا وححدي انا كم
كانت هذه الليالي تؤنسني جدا خاصة في ليالي الشتاء الباردة , وعندما تشتد العواصف ,
ويشتد انهمار المطر في الخارج .
وينقطع التيار الكهربائي , تشعل جدتي قنديلها الكازي الذي لم تشا التخلي عنه رغم وجود الشموع والشمعدانات وفوانيس التعبئه الجاهزه التي ريثما ينقطع النيار الكهربائي تضيء من وحدها لكنها تخلت عن كل ذاللك الا انها تابى الا ان تشعل الا قنديلها الكازي الذي كان قد اشتراه لها جدي في السابق قبل وصول الكهرباء الى البيوت و كانت ترفع بيدها وتقول لي اقتربي يا صغيرتي مني لا تخافي من العتمه انا بجانبك واشعر بقلبها دافئ الحنون وانا اضع راسي على حضنها قرب المدفأة ,
بعد أن تضع حبات الكستناء على سطح المدفأة .
تسند ظهرها إلى مسند , وتبدأ في سرد حكايات تطول وتطول , وتاره ارفع راسي لاشاهدها وهي تسرد القصه بطريقتها الجميله واسلوبها المميز تحتد عندما تدخل القصه في حبكتها تعود الى هدوئها عندما تسلسل احداث القصه بشكل جميل وكانها درست فن اصول سرد القصه كنت اندهش وابات اقاوم النوم في عيوني حتى اسمع نهايه القصه ولكن هيهات وهيهات لم استطع المقاومه فحنان اصابعها الذي يتخلل خصال شعري بنعومه وصوتها الدافىء الحنونن وصوت الحطب وهو يتاكل في السنه النار كل هذا لم يسعفني ببقائي مستيقظه بل العكس كنت اغفوا وراسي بحضنها وكم كنت اشعر بتلك اللمسه الحانيه التي تضعها على جبيني كل قصه كانت تسردها لي
ودائما ينتصر فيها المظلوم على الظالم , والحق على الباطل ,
وتختمها بحكمه من وحي ما حكت .
ولعل حكمتها الشهيرة التي تقول : إذا رفعت صوتك هذا لايعني أنك على حق ,
فالحق صوته أعلى من كل الأصوات .
هذا الحكمة مازالت هي الميزان الذي أضع عليه العديد من المواقف
التي تواجهني يوما بعد يوم فيحكم بعدله الصادق والهادئ.
قطع الحطب تفرقع في قلب النار , تنضج حبات الكستناء ...
تقشرها واحده تلو الاخرى وتطعمني بيدها حبه حبة ... وتأخذ هي أخيراً نصيبها منها ...
ن التف حولها من جهه الى جهه ...يغالبني النعاس ولا اقدر أن اترك أنس جلساتها الممتعة ...
فتدعي هي النعاس ...
وتغلق ذاكرة حكاياتها الدافئة وتخفض ضوء المصباح ,
وتمضي إلى سريرها بعد أن تضع راسي على الكنبه برفق وهدوء وتقبلني وتضع تحت راسي المخده اي الوساده التي صنعتها هي ليي بيديها وكثير من الاحيان لم اكن نائمه ولكن اختلق اني نائمه حتى اشعر بلمسات يديها وحنانها وقبلتها الدافئه وتغطيني بكل رفق اةةةةةةةةةةةة كم كنت اتمنى ان تعود هذه الايام...
اليوم لم يعد الشتاء ممتعاً ...وصارت لياليه متعبة جداً ... مملة.... كهولة ,
وأمطاره قليلة وثلوجه ضعيفة... تذوب مع أول نسمة هواء ولفحة حرارة .
جدتي صارت في عالم آخر وتركت لي في زوايا غرفتها دفتر حكاياتها الذي تعلوه حكمه شهيرة :
" صوت الحق أعلى من كل الأصوات ".
أليكي اكتب يامن كنت نور دروبي اشتاق آليكي شوقا يفوق الحقيقة والخيال رحلتي ولم تقولي حتى وداعا كم تمنيت ان اقبل يديك وأضمك بحنان نقرأ سوية الايات وتلك القصص اتذكري ياجدتي كم ضحكنا معا أتذكري كم مسحت دموعي وغمرتني بحنانك أتراكي تعلمين مدى الفراغ الذي تركته بعد رحيلك بكيت حتى تقطعت اوصالي بكيت حتى عجزت عن البكاء بكيت بحرقة لم اعهدها من قبل كم تألمت ياجدتي حين رئيتك بلا حراك جسد بلا روح جسد طالما غمرني بحنان دقائق مرت كأنها دهور خانني زماني في اعز انسانة تمتلك قلبا اعطاني بسخاء أغدق عليه حبا وحنانا قلبا لايعرف ألا الرحمه اقسم اني لم ولن اجد مثله مدى الدهر قلبا قمة في العطاء يحترق ليضيئ دربي بأختصار أنت ملاك كنتي كلملاك النائم لكن الى الابد كنتي تبتسمين يااااااه حتى وانت ميته هكذا أنت هكذا عهدتكي كم انت صلبه ورقيقه بقدر صلابتكي ألمني كثيرا أن أراكي بلا حراك اقتربت وحاولت قبلتك بقوه لعلكي تصحين من رقادك نظرت في عينيكي أتذكرين ياجدتي حفيدتكي طفلتكي كنت دائمة القول أني في قلبك اين انا الان منكي صحوت على صتوت يقول قبليها واطلبي منها السماح اي سماح في قلبا لايعرف ألا السماح قبلتها فذهبو بها لماذا لا...لا.. لاتذهبي لما هذه القسوه ابقي معي لاأتحمل وداعك لاترحلي لاتتركيني وحيده في هذا الزحام لماذا خذي روحي لكن ابقي تحركي لاتصمتي هل انتهت حياتك هنا لم اصدق مايحدث حولي ياله من ألم وأنت محمولة على الاكتاف أبت نفسي ان تصدق ماترى قست عليه ايامي أخذت قلبا كان يرعاني يتضرع الى الله يمطرني بدعاء يجعل حياتي اكثر جمالا ودفئا اين انا من دعائك اليوم وانت ستصبحين مجرد ذكرى لم اصدق انها النهايه تسمرت لم اشعر بمن حولي مسلوبة من روحي من نفسي اين انا معقول ماذا يجري من سيواسيني من سيمسح دمعي تمنيت ان اصحى من ماأنا فيه وأجدك تعدين الفطور بنشاط لماذا ياجدتي لم يعرف قلبي قبل رحيلك مثل هذا الالم اردت ان اخرج جميع من حولي وابقى مع نفسي استلقيت على سريرك بعد ما احكمت اغلاق الباب رميت بأحزاني على وسادتك ضممتها وكأني ألومها واعاتبها أين التي تمسح دموعي أين أنت يصعب عليا تصديق ماجرى جائني صوتك يقول حبيبتي لاتحزني مهما فرقتنا قسوة الايام سأظل احبكي
اريدكي يا جدتي لاتتركيني لا تتركيني اةةةةةةةةةةةةة يا جدتي لمن تركتينني لمصاعب الحياه لغدر الزمان
حبيبة القلب و ساكنه الوجدان صار لى سنين اعانى من الحرمان
فى كل لحظة احس فيها بإنى غضبانه أو حيرانه أو زعلانه كنت افكر فيك
و كنت فى حينها بلاقيكي
الاقيكي و طيفكي عنى ما فارق خيالي و لو لحظة
كنت دائم احب النوم فقط لأجل احلم بيكي
تخيلتكي ملاكا يحمل جمال الدنيا فى كفيه .... تخيلتكي نسيم الحب حين يمر على محبيه
تخيلتكي و الشوق اليك يقتلني و العبرات مني تسيل كما امطار الشتاء القارص
تأملت الطبيعة كلها من ورود بأنواعها .. من همسات لفاح قطر الندى
من رحيق الزيزفون من سحابات السماء الصافية
من منظر الشمس وقت الغروب ما احلاه
كل ذلك و فوقه و ازيد عليه فقط لعلي اجد من يعوضني جمالك فما وجدت و لا لقيت
علمت حينها اني لا احب جمال شكلك او حنانك او دون ذلك علمت و تعلمت ان حبي لك حب حفيده عاشقه لروح جدتها لا ولن تفنى ابدا
يا من جمعت اوصالي و اعادت لى كياني و همست برفق فى وجداني وعلمتني كل شيء
احبك
احبك مثلما تحب الام صغيرها الرضيع
احبك عدد ما أتى فصل الربيع
احبك عدد حبات الرمال الملقاة فى الاراضين
احبك عدد ما تساقطت قطرات الندى صباحا فى كل يوم
احبك عدد ما يولد للكون مولود
عدت للأحزان علها تنسينى ما انا فيه فوجدت نفسى اتشوق لرؤياك تطلين على قلبي الذى اضناه الفراق و
اتعبه البعد و اذابه السهد فى الليالي القاسية
حبيبتي يا جدتي
لن اقول ان الظروف منعتني من التحدث اليكى بكل شوق
لن اختلق قصصا وهمية ابرر بها غيابي الذى آرقني طويلا
لن اقول لكى ان حياتي فى البعد عنك كانت يوما جميلة
لالالالالالالالالالالالا
ابدا و صدقيني يا جدتي
فما رأيت الا هموما فوق همومي و عذابا فوق عذابي و لهفة فاقت كل الحدود
حاولت ان ابرر البعد عنكى حين تأكدت من أن وجودي جانبكي بات مستحيلا
كيف السبيل اليكي يا جدتي و لكني فى النهاية خضعت لقلبي و لم استطع التوقف عن البكاء
نعم لا اغالي و لا اخبيء ما انا فيه او ما عليه حالي
فما مر يوما من ايامي الخوالي الا و قد بكيت حتى ظنني الناس منتحبتا
و بقيت اسيرتا فى عالم ويا ليت اشواقي تصلك
فهى كنير بلاحدود ان تصلك تشعل و تحرق و تدمر كل شئ
حبيبتى جدتي للتو علمت ان قربي منك بلا امل خير عندي من غيابك اللا محتمل
اتعرفين لماذا لاني قررت مسيره عطائك وحبك للخير والتضحيه للكل سوف ادعو لكي ما حييت لو نقص عمريي ولم يزيد انا حفيدتك دوميانا سوف ابقى على العهد ودعائي لكي
تحياتي مع مزيدا من اشواقي و اناتي و اهاتي
و الى ان نلتقي ............. ابدا
لن اتوقف عن البكاء
[b]هذه قصه واقعيه خرجت من نبض قلبي كتبتها بدموعي وكلما المني شيء او ازعجني شيء او شعرت باختناق وضيق لم اعهده اخرج كتاباتي التي وصفت بها جدتي وقرائت وانا ااجهش بالبكاء حتى يرتاح قلبي اترحم عليها واقرا لها سوره الفاتحه وارسل لها قبلاتي عبر نافذتي واقول لها ها نحن نقترب من موعد لقاءنا
اطلبوا لها الرحمه
..{ يآرب,
كمآ جعلت كل نبضة مني ،
|. تزيد مني عمراً.|
فأجعلهآ تزيًدني منكٌ قرَربآ