أكّدت أحداث الحلقات الأولى من الجزء الثالث من المسلسل التركي الشهير
«حريم السلطان» الذي بدأت القنوات التركية في عرضه مؤخراً في تركيا، انضمام النجمة التركية جانسو ديري الشهيرة بـ سيلا إليه حيث فردت لها مساحةً كبيرة، وقاربت مشاهدها في الحلقة الأولى منه مشاهد بطلته الأولى مريم أوزرلي التي تؤدّي دور السلطانة هيام، ما يؤكّد أن القائمين على العمل، اعتبروا جانسو شريكة أوزرلي بالبطولة والأحداث وليست منافستها على قلب السلطان سليمان القادمة فقط.
فكيف تظهر المرأة الفارسية الغامضة فيروزة في حياة السلطان سليمان؟ وكيف تدخل السلطنة العثمانية؟ وهل هي امرأة عادية أم أميرة فارسية قادتها الأقدار العابثة لتصبح سلطانة قلب السلطان سليمان الجديدة؟
بينما كان بحاران يجوبان البحر في قاربهما الصغير يعثران على امرأة متمسكة بخشبة سفينة غارقة تستنجد باللغة الفارسية، فيقتربان منها ويريان أمامهما امرأةً رائعة الجمال، رغم ملامحها التعبة وأنفاسها اللاهثة. وتكون هي جانسو ديري أو الفارسية الحسناء المجهولة. فينقذانها ويصعدانها سفينتهما ويسقيانها الماء ويطعمانها بأمر من قائدهما الريّس خضر الذي يعتبر «ملك البحار» عند سلطانه سليمان العائد إلى بلاده بعد فتحه الجزائر، ويؤكّد البحّارة لريّسهم أن كل من في سفينتها غرقوا ما عداها.
تحلم بالسلطان
تؤخذ فيروزة إلى جناح مظلم في السفينة مليء بالأسيرات الأجنبيات، فلا تُظهر الخوف بل الشجاعة والهدوء، وتنام في إحدى الزوايا على الأرض. لكنّ صراخ وبكاء إحدى الجواري التي لا تملّ من الصراخ المتشائم: «سنموت جميعاً، سنقتل جميعاً»، جعلها تنهض إليها وتطلب منها التحلّي بالصبر والهدوء والكفّ عن البكاء، وتعدها بمساعدتها إن لاحت لها الفرصة لتعود إلى أخيها الصغير القلقة عليه، وأنها لن تكون عبدةً لأحد.
في حلمها، ترى فيروزة جزءاً من رجل مهيب يضع خاتماً نادراً بجماله وحجره الكريم الأخضر، ويحمل سيفاً ملكياً قاطعاً في يده. وتعود لتحلم به مجدداً بعد نجاحها بتهدئة الجارية المسكينة، وكأنها هي ليست في نفس وضعها. إلا أنها أكثر قوة وصلابة من الأخريات. حين يقتربون من اليابسة، تضع خطة ذكية تعمل والجارية الأخرى على تنفيذها. فتدّعي بأنها مريضة تعاني من صعوبة في التنفس لإبعاد الحارس، بحجة إحضار طبيب السفينة إليها، وبالفعل تنجح خطتهما ويذهب لإحضار الطبيب. فتطلب الجارية من فيروزة القفز فوراً إلى البحر والسباحة إلى أقرب يابسة تجدها وتعود إلى عائلتها، ولكن فيروزة لا تستجيب لدعوتها بالهرب معها، فتهديها الجارية تعويذة حظ مسيحية لتحميها. ثم تقفز في البحر. فيراها ريّس السفينة خضر بعد هربها. ويسمع حديثهما فيبدي دهشته قائلاً لفيروزة: «أنت أيضاً تتحدّثين لغتنا التركية. لماذا لم تهربي معها والفرصة كانت أمامك؟ من أنت؟» فلم تجبه ولاذت بالصمت، فعرف أنها امرأة شجاعة وغير عادية وليست مجرد امرأة من عامة الفرس. وحينما وعد الحارس الذي استغفلته فيروزة والجارية الهاربة بمطاردة الأخيرة، طلب منه الريّس خضر تركها تذهب في بادرة تسامح، وربما تقديراً منه لذكاء فيروزة وشهامتها مع زميلتها.
استقبال ملكي
تراقب فيروزة بشغف من نافذة السفينة اقترابها من اليابسة متسائلةً عن المستقبل المجهول الذي ينتظرها في السلطنة العثمانية.
يأتي سنبل آغا ويستعرض الأسيـــرات اللواتي أحضرهنّ الريّس خضر من غزواته، ويختار منهنّ الجميلات والمناسبات، وقبل وصوله إلى حيث تقف فيروزة، يتوقّف دون أن يراها، ويعلن اكتفاءه. ويطلب أخذ من لم يخترهنّ إلى سوق الجواري ليُبعن للرائح والغادي. فتفاجأ فيروزة وتصدم وتتساءل: «ألن أدخل القصر»؟ ولا يعبأ أحد بالردّ عليها وتؤخذ للسوق لتباع بأرخص الأثمان، حيث تستعرضها تلك اليد كأي سلعة تجارية. ورغم ذلك، لا يبدو عليها السخط وتلوذ كعادتها بالصبر والصمت حتى يأتيها رجل يعجب بها ويسألها بإلحاح عن اسمها فتقول له: «فيروزة».
طلب السلطانة خديجة
بعد تأكّد السلطانة خديجة من خيانة زوجها إبراهيم باشا لها، باعترافه، لسنوات طويلة مع وصيفتها فريال خانم، تتوجّه غاضبة بعد أن تأمر بحبس فريال الحامل من زوجها إبراهيم باشا إلى أخيها السلطان سليمان، وتطلب تطليقها منه، فيطلب منها التروّي في قرارها، وأنه سيقتصّ منه.
يعلم إبراهيم باشا بذكائه ما قد يحصل، فيهرب بطريقة تحفظ له هيبته وكرامته حيث كان السلطان قد أمره بالتوجّه لمحاربة الصوفيين على رأس جيش كبير. فاستبق حملته أسبوعاً كاملاً وسط استغراب مستشاريه، وترك رسالة وداع لزوجته يعلمها فيها بأنه ليس نادماً على ما فعل، ومن حقها فعل ما تريد، وأنه في الماضي بدأ حياة جديدة من أجل حبها ومستعد لبدء حياة جديدة بعيداً عنها إذا رغبت، وأنه يستودعها وأبناءه أمانة عند الله.
فتغضب لعدم طلبه السماح منها، ولا تستجيب لنصيحة السلطانة ناهد دوران بتطليقه، لأنها بذلك ستفرح السلطانة هيام وستساعدها بهذه الخطوة على إحكام سيطرتها على الحرملك.
الخطة
تذكّر السلطانة ناهد دوران السلطانة خديجة بأن السلطانة هيام هي من وضعت وصيفتها المدلّلة المفضّلة فريال خانم في طريق زوجها، وخطّطت لوقوعها في شركه والحمل منه.
فتعلن خديجة عندئذ حربها عليها، وتطلب من كبيرة الوصيفات ومسؤولة الحرملك جولفام، اختيار أجمل جارية جديدة وتزيينها وإرسالها لجناح السلطان على عجل. وتوصل السلطانة خديجة بطريقتها الخاصة الأمر إلى السلطانة هيام متوقّعة منع دخول الجارية.
وبالفعل، تعرف هيام عن طريق سنبل آغا، فتمنع دخول الجارية الأجمل التي اختارتها خديجة، وتأمر سنبل في ردّ فعلها الغاضب على ما فعلته السلطانة خديجة بأن يختار أجمل جارية ممّن أحضرن للقصر لتكون خادمتها ولتحمي بذلك نفسها من إعجاب السلطان بامرأة أخرى غيرها.
فريال تفشل في الهرب
ينجح أحد حراس فريال الذي أمر من قبل إبراهيم باشا بمساعدتها على الهرب. لكنها وخلال تسلّلها، تفاجأ بالسلطانة خديجة أمامها مع عدد من حراسها. وعندما تسألها من وراء هربها تخبرها متحدية وراغبة بالموت لترتاح من عذابها: «إبراهيم باشا الذي أحبّني طوال سنوات، ومنحته سعادة فشلت في منحه إياها». فتغضب خديجة وتأمر بقطع رأسها. وقبل وصول السيف إلى عنقها بثوان، توقف قتلها وتأمر بإعادتها إلى سجنها لتعذب ولتموت في اليوم ألف مرة لا مرةً واحدة فقط.
فيروزة في القصر
تباع فيروزة في سوق الجواري، وتكتشف مواهبها المتعدّدة في الوقت الذي تبحث فيه السلطانة خديجة عن أجمل وأذكى امرأة قادرة على حرق قلب شقيقها السلطان سليمان بنار الحب وتبعده عن السلطانة هيام.
تجمع الأقدار بين إرادة خديجة والجارية فيروزة التي تأتي معزّزة للقصر وتخدم السلطان سليمان بنفسها. وترى خاتمه فتعرف أنه بطل أحلامها في أيام أسرها الأولى في البحر، وهو يتأملها معجباً، ويزداد إعجابه بها حين يتمشى في القصر. فيسمع غناءً عذباً يناديه بروعته فيتبعه. ويدخل من الباب فيرى فيروزة حاضنةً قيثارتها بحنان، وتعزف عليها ببراعة تضاهي جمال غنائها، وأنوثتها وعذوبة صوتها أضفت سحراً لم يقوَ على مقاومته. فتأمر مسؤولة الحرملك الجديدة عفيفة بتزيين فيروزة وتعلمها بأنها ستتشرف بالحلول أمام يد السلطان سليمان بأبهى صورة.